مكلارين تهيمن على شنغهاي بفوزها بالمركزين الأول والثاني..

يجب العودة لأكثر من 20 عامًا لمعرفة آخر مرة فاز فيها مكلارين بالسباقين الافتتاحيين من الموسم. في حين أن فريق المعروف بالبابايا كان له الأفضلية الواضحة في أستراليا، لا يزال الكثيرون يعتقدون أن عام 2025 سيكون الأكثر تنافسية على حلبة السباق لفترة من الوقت. مع وصول الفورمولا وان إلى الصين في عطلة نهاية الأسبوع الأولى لسباقات السبرنت لهذا العام، كانت الآمال كبيرة في سباقات تنافسية بنفس القدر، وما حدث في شنغهاي قدم بالتأكيد الكثير من المتعة للجماهير، بالإضافة إلى بعض المفاجآت.

قدمت حلبة الصين المُجددة تماسكًا قويًا للغاية، ولكن كما هو الحال غالبًا، يأتي ذلك على حساب الإطارات. كانت أزمنة لفات السباق أسرع بحوالي ثلاث ثوانٍ مقارنة بالعام الماضي، لذا سيكون التأثير على الإطارات كبيرًا. سيلعب ذلك دورًا مهمًا في قرارات الاستراتيجية، والتي، وفقًا لزاك براون قبل السباق، كانت إما استراتيجية توقف واحد أو توقفين، مع إمكانية تقسيم استراتيجيات السائقين.

أُعطي السائقون إشارة إلى هذه الشروط الجديدة في سباق السبرنت الأقصر يوم السبت. قبل ذلك، فاجأ لويس هاملتون الجميع بوضع سيارته الفيراري في مركز الانطلاق الأول في سباق السبرنت. بعد عطلة نهاية أسبوع مختلطة في السباق الافتتاحي في أستراليا، كان ذلك دفعة مبكرة مرحب بها للغاية لآفاقه هذا الموسم. كان فيرستابن سائق ريد بول مفاجئًا تقريبًا في مركزه الثاني، بعد أن اشتكى معظم عطلة نهاية الأسبوع من ضعف الأداء. بعض الأخطاء لفريق مكلارين تعني أن بياستري لم يتمكن من التأهل إلا من المركز الثالث، بينما احتل نوريس المركز السادس. تأهل لوكلير وراسل في المركزين الرابع والخامس.

في سباق السبرنت، حوّل هاملتون مركزه الأول إلى فوز. على الرغم من التحدي المبكر من فيرستابن، فقد تصدر السباق بأكمله. تمكن بياستري من انتزاع المركز الثاني من فيرستابن، مع راسل ولوكلير خلفه مباشرة. أنهى تسونودا السباق في المركز السادس، يليه أنتونيلي، بينما أنقذ نوريس نقطة واحدة في المركز الثامن.

في التصفيات المؤهلة للسباق الرئيسي، انطلق بياستري من المركز الأول لأول مرة في مسيرته، متقدمًا بفارق ضئيل على سائق مرسيدس راسل الذي يتطور باستمرار. انطلق نوريس وفيرستابن من الصف الثاني، بينما حلّ ثنائي فيراري في الصف الثالث، بينما أكمل حجار وأنتونيلي المراكز الثمانية الأولى.

في ظل أجواء غائمة في بداية السباق يوم الأحد، قدّم فريق مكلارين أداءً رائعًا منذ انطلاق السباق. انطلق بياستري من المركز الأول وضغط على راسل في المنعطف الأول. منح هذا نوريس بعض المساحة لاختراق الفارق والوصول إلى المركز الثاني. بقي الثلاثة الأوائل في المراكز الثلاثة الأولى مع اقترابهم من نهاية الفترة الأولى، مع فارق خمس ثوانٍ في الصدارة لسيارات مكلارين. بدأت أولى جولات الصيانة في اللفة الثالثة عشرة تقريبًا، مع دخول فيرستابن وهاملتون في اللفة الرابعة عشرة. تبعهما راسل وبياستري، وكان نوريس متأخرًا بلفة واحدة عنهما. منح هذا راسل في البداية مركزًا متقدمًا على نوريس، لكن تجاوزًا سلسًا من الإنجليزي أعاده إلى المركز الثاني. بعد ذلك، حافظ راسل على وتيرة السباق في المقدمة بشكل جيد، وكذلك الحال بالنسبة لسيارتي فيراري.

نظرًا لسطح الحلبة الخشن، كان من المتوقع إجراء جولات الصيانة الثانية في اللفة الرابعة والثلاثين، تاركًا فترة أخيرة من 20 لفة على الإطارات المتوسطة. وكما اتضح كان الإطار الصلب أكثر متانة من المتوقع، وكان هاملتون الوحيد من بين الستة الأوائل الذي أجرى التوقف الثاني. أما بالنسبة لبقية السباقات، فقد كان الأمر يتعلق بإدارة الإطارات، حيث سعى المتصدرون بحرص إلى الحفاظ على إطاراتهم حتى النهاية.

بينما حافظ المتصدرون على مراكزهم في الجزء الأخير من السباق، تمكن فيرستابن، الذي كان سباقه هادئًا بشكل ملحوظ بخلاف ذلك، من تجاوز لوكلير في وقت متأخر في اللفة 53، ليضعه في المركز الرابع، خلف راسل وسيارتي ماكلارين. كان هناك قلق لنوريس قرب النهاية بسبب مشكلة في الفرامل، وربما كانت لفة أخرى ستخبر قصة مختلفة، لكنه أقنع سيارته بحذر لإنهاء المركز الثاني، خلف فوز هادئ وخالٍ من الهموم الأول لهذا الموسم لأوسكار بياستري.

مع حصول راسل على المركز الأخير على منصة التتويج وفيرستابن في المركز الرابع، تم تصنيف سيارتي فيراري في البداية على أنهما الخامس والسادس. ومع ذلك، في تحديث دراماتيكي بعد فحوصات ما بعد السباق التي أجراها الاتحاد الدولي للسيارات، تم استبعاد كلتا السيارتين. اعتُبرت سيارة لوكلير أقل من الحد الأدنى للوزن، بينما عانت سيارة هاملتون من مخالفة فنية حيث وُجد أن كتل الانزلاق الخاصة بها أقل من الحد الأدنى المطلوب للسمك. حرصت فيراري على التأكيد على أن هذين الإخفاقين لم يكونا بقصد الحصول على أفضلية، وأنهم سيتعلمون عدم ارتكاب مثل هذه الأخطاء في المستقبل. ومع ذلك، لم يكونوا الفريق الوحيد الذي وقع في خطأ اختبارات ما بعد السباق، حيث تم استبعاد بيير غاسلي أيضًا بسبب نقص وزن السيارة.

بعد هذه الاستبعادات، حلّ أوكون رابعًا مع فريق هاس – محققًا تحسنًا كبيرًا عن الأسبوع الماضي، مع احتلال أنتونيلي المركز السادس، يليه ألبون، وبيرمان، وسترول، وساينز الذين أكملوا المراكز العشرة الأولى.
نتيجةً لاستبعاد غاسلي، أصبح ألباين الفريق الوحيد الذي لم يُحرز أي نقطة هذا الموسم، بينما في المقابل، عزز مكلارين صدارته في بطولة الصانعين بفارق 21 نقطة عن مرسيدس. أما في بطولة السائقين، فسيتقدم لاندو نوريس بثماني نقاط قبل السباق التالي في اليابان بعد أسبوعين.