بياستري يتألق في سبا مع استمرار سيطرة ماكلارين خلال سباق جائزة بلجيكا الكبرى

قبل أن ننتقل إلى أجواء عطلة نهاية أسبوع أخرى حافلة بالإثارة في سبا، الخبر المثير منذ سيلفرستون وهو رحيل كريستيان هورنر عن منصبه كرئيس لفريق ريد بُل، وقد حل محله لوران ميكيس، الذي رُقّي إلى منصبه من فريق الناشئين، ريسينغ بلز. وكان ميكيس قد ظهر علنًا لأول مرة في سباق نهاية الأسبوع في بلجيكا، يُعد هذا تغييرًا جذريًا للفريق، الذي حقق ما لا يقل عن ثماني بطولات للسائقين تحت قيادة هورنر. ورغم أن ميكيس سيخلفه في منصب كبير، إلا أنه يصل في وقت حرج بالنسبة للفريق. فقبل نهاية هذا الأسبوع، كان الفريق يحتل المركز الرابع في البطولة، بفارق يقارب 300 نقطة عن المتصدر ماكلارين، بينما كان سائقه النجم فيرستابن يحتل المركز الثالث في صراع لقب السائقين. وبنفس القدر من الأهمية، سيستعدون لمرحلة حاسمة لتطوير سياراتهم العام المقبل، مع قواعد ديناميكية هوائية جديدة جوهرية ومحرك جديد، سيُصنّعونه داخليًا لأول مرة.

وخلال سباق بلجيكا ووصول بعض التحسينات إلى سيارة ريد بُل، والتي كانوا يأملون أن تُركز الأذهان على الحلبة، كانت العلامات المبكرة جيدة حيث فاز فيرستابن بسباق السبرنت يوم السبت بسهولة نسبية. كان من الواضح أنهم كانوا يستخدمون إعدادًا أقل قوة ضغط سفلية مقارنةً بمنافسيهم، مما يوفر سرعة أفضل على الخط المستقيم.

كان على ريد بُل اتخاذ قرار بشأن إعدادات السباق، فبينما يُساعد تقليل قوة الدفع السفلية للجناح الخلفي على زيادة السرعة في الخط المستقيم، إلا أنه يُبطئك في المنعطفات، كما أنه ليس مثاليًا لظروف المطر. ومع عدم استقرار توقعات الطقس في سبا يوم السباق، اختار ريد بُل إعداد قوة الدفع السفلية الأعلى. وقد ظهر هذا التغيير في التصفيات، حيث كافحوا لمواكبة ثنائي ماكلارين. كان نوريس يتطلع إلى مواصلة أدائه المميز بالفوز في السباقين الأخيرين ووضع سيارته في المركز الأول، متقدمًا على بياستري مباشرةً. وأظهر تشارلز لوكلير أن تحديثات فيراري لهذا الأسبوع بدأت تُطبق حيث تأهل في المركز الثالث بشكل مثير للإعجاب. كان فيرستابن متأخرًا بفارق 0.4 ثانية عن الصدارة في المركز الرابع، مما يعكس تغيير الإعدادات تحسبًا لسباق ممطر، مع أليكس ألبون في سيارة ويليامز في المركز الخامس المثير للإعجاب. أكمل راسل وتسونودا وحجار المراكز الثمانية الأولى في التصفيات.

كانت جميع الأنظار متجهة إلى السماء يوم السباق وكانت العلامات المبكرة ليوم ممطر، حيث تم إلغاء سباق الفورمولا 3 في الصباح بسبب ظروف الأمطار. في الواقع، مع اشتداد المطر قبل البداية، أظهرت لفة استكشافية أن ظروف السباق لم تكن آمنة وتأخر انطلاق السباق لمدة ساعة و20 دقيقة.
انطلق السباق في النهاية تحت سيارة الأمان وبمجرد خروجها استغل بياستري الفرصة على الفور. كان تجاوزه لنوريس في اللفة الأولى نسخة طبق الأصل من خطوة فيرستابن في سباق السبرنت، حيث حدث في نفس المكان تمامًا على الحلبة. مع هدوء السباق وتوقف المطر، واجهت الفرق المعضلة المعتادة في حلبة جافة، محاولين تحديد الوقت الأمثل لتغيير إطاراتهم إلى إطارات ملساء.

كان هاملتون أول من دخل السباق في اللفة الثانية عشرة، ولم يكن لديه الكثير ليخسره، إذ بدأ السباق من مؤخرة الترتيب من ممر الصيانة. لحق به آخرون بسرعة، حيث دخل بياستري في اللفة التالية، وكان معظم المتسابقين خلفه. واجهت ماكلارين مشكلة، إذ لم يتمكنوا من استخدام الإطارات المزدوجة (إدخال السيارتين في اللفة نفسها)، نظرًا لتقارب سيارتيهما. نتيجةً لذلك، دخل نوريس في اللفة التالية، مما كلفه ثوانٍ ثمينة.

كان هناك فرق واحد مثير للاهتمام بين سيارتي ماكلارين، وهو أن نوريس استخدم الإطارات الصلبة، بينما استخدم بياستري – وبقية المتسابقين – الإطارات المتوسطة. لذلك، التزم نوريس بترك إطاراته حتى النهاية، بينما حاول بقية المتسابقين معرفة مدى قدرة الإطارات المتوسطة على الصمود.

تقدّم نوريس بفارق ثلاث ثوانٍ، لكن هدوء بياستري المعهود حسم الفوز، حلّ لوكلير ثالثًا بفارق 15 ثانية، مُظهرًا مرة أخرى فارق الصدارة الذي يفصل ماكلارين، كاد فيرستابن أن يختفي عن أنظار المشاهدين، بفضل سباقه الهادئ في المركز الرابع. احتل راسل المركز الخامس، يليه ألبون. انطلق هاملتون، الذي حاز بجدارة على لقب سائق اليوم، من ممر الصيانة ليحتل المركز السابع. أكمل لوسون وبورتوليتو وغاسلي المراكز العشرة الأولى.

تعود الفورمولا وان إلى المنافسات مباشرةً نهاية الأسبوع المقبل في المجر، قبل أن تبدأ عطلتها الصيفية المعتادة.