سباق لا يمكن التنبؤ به وذلك ما يميز الفورمولا 1: تحليل لا يصدق لسباق الجائزة الكبرى الإيطالي

إذا أخبرك أحدهم العام الماضي أنه في مقابلة ما بعد السباق بعد سباق اليوم، ان كارلوس ساينز سيصف المركز الثاني بأنه “مخيب للآمال”، حيث أنهى بفارق 0.4 ثانية عن الفرنسي في سيارة إيطالية لم تكن فيراري، ستقول إن هذا جنون. هذا ما حدث بالضبط في سباق الجائزة الكبرى الإيطالي لعام 2020، حيث تخلل السباق الكثير من الإثارة والتحدي والتنافس ودخول سيارات الأمان والأعلام الحمراء.

إذا كانت تصفيات يوم السبت هي الجازم في مجريات السباق، فربما تكون قد افترضت سباقًا مختلفًا تمامًا حيث تصدرت مرسيدس الصف الأمامي مرة أخرى، ومجددا كان هاملتون الأسرع ومع ذلك، مع تعثر بوتاس في البداية، كان ماكلارين من ساينز و نوريس هما اللذان احتلا المركز الثاني والثالث. ربما كانت هذه علامة مبكرة على أن السباق سيكون استثنائي وغير متوقع.

مضى الثلث الأول من السباق دون وقوع حوادث كبيرة. تعرض سيباستيان فيتيل لفشل في الفرامل في اللفة السابعة، واستمر في مسيرته مع سكوديريا. ثم في اللفة 22، انقلب السباق رأسًا على عقب عندما توقف سائق فريق هاس بقيادة كيفن ماغنوسن في السباق مما أدى إلى دخول سيارة أمان. بعدها على الفور دخل هاملتون لمنطقة الصيانة، مع أن الدخول لمنطقة الصيانة محظور، ومع ذلك لم يدرك هو وفريقه ذلك، أثناء التحقيق تعرض لكلير لحادث كبير في اللفة الأولى بعد إعادة انطلاق السباق، توقف السباق وبقت الاعلام الحمراء مرفوعة، وخلال فترة التوقف، ظهرت أخبار تفيد بأن هاملتون سيحصل على عقوبة لمدة 10 ثوانٍ.

وانطلق السباق من جديد مع تواجد السائقين على شبكة الانطلاق حيث تواجد غاسلي في الصدارة أمام رايكونن وساينز، بينما دخل هاملتون وجيوفينازي إلى منطقة الصيانة من أجل تطبيق العقوبة.

وتراجع هاملتون إلى المركز الأخير حيث بدأ بتسجيل سلسلة من اللّفات السريعة إذ كان على بُعد 14 ثانية من ألبون، السائق الذي كان أمامه.

وفي اللّفة 34 تمكّن ساينز من تجاوز رايكونن كي يتقدّم للمركز الثاني حيث بلغ الفارق مع غاسلي 3.4 ثانية. وخسر رايكونن مركزًا تلو الآخر من قبل سترول وبعده نوريس، قبل أن يتراجع للمركز السادس في اللّفة 37 بعد تجاوز بوتاس له.

وفي اللّفة 39 نجح هاملتون باللّحاق من ألبون حيث تمكّن من تجاوزه في اللّفة 40. في أثناء ذلك قلّص ساينز الفارق أكثر مع غاسلي إلى 2.1 ثانية بوصول السباق إلى اللّفة 44.

ولكن ساينز لم يتمكّن من التجاوز إثر تشبث غاسلي بمركزه فيما وصل هاملتون إلى المركز السابع.

بشكل عام، أظهر هذا السباق ما يميز سباقات الفورمولا وان بعد إمكانية التنبؤ بمجريات السباق أو من سيكون الفائز. لقد رأينا السائقين الشباب يؤدون أدائهم تحت ضغط شديد وفوز لأول مرة لسائق كان قد أسقطه فريق ريد بول قبل عام واحد فقط.

يجب أن تذهب الكلمة الأخيرة في هذا السباق إلى عائلة ويليامز. بعد أن استحوذت شركة استثمار أمريكية على الفريق قبل أسبوعين، أُعلن أن عائلة ويليامز ستتنحى عن أدوارها في الفريق بعد سباق مونزا. هذا ينهي مشاركة العائلة في الفريق الذي أسسه السير فرانك ويليامز منذ أكثر من 40 عامًا. في حين كانت السنوات القليلة الماضية صراعًا للفريق، فإن المشجعين لن ينسوا أبدًا سجله المذهل في الرياضة بما في ذلك سبع بطولات للسائقين وتسع بطولات للمصنعين و114 انتصارًا في السباق تحت إشرافهم. بينما سيبقى اسم ويليامز في هذه الرياضة تحت قيادة الملاك الجدد، كان هناك بلا شك عنصر من الحزن في نهاية 40 عامًا مذهلة للعائلة. نود جميعًا في حلبة البحرين الدولية أن نشكر السير فرانك وكلير وبقية أفراد العائلة على كل ما فعلوه من أجل هذه الرياضة، وخلق ذكريات لن ننساها أبدًا.